بالأكل والبلع (١) ، وكثيرا ما يندرس ، ولا يبقى إلا ذكره في الكتب ، أو على ألسنة النّاس ، يأكلون في بطونهم نارا ، لا يخافون الله ولا يشعرون. ويا ليت شعري! ماذا تنفع صلاة من يفعل ذلك؟ وماذا يفيده صيامه ، وتلك النّار في بطنه.
ولهذا تحامى كثير من المتورّعين والمتحققين بالشرع الشريف النظارة على الأوقاف ، وأخذ مقابل عمله من ريعها ، قال الإمام خير الدين الرملي رحمهالله :
بورك لي في المرّ والمسحاة (٢) |
|
فما هو الموجب للجّهات (٣)؟ |
وهي لمن قام عليها صدقه |
|
وللّذي فرّط نار محرقه |
* * *
__________________
(١) أحفظ عن أخي جدي السيد أحمد أبي الكمال ، وكان يعنى بالتاريخ : في كل مئة سنة يتحوّل وقف طرابلس ملكا ، وملكها وقفا مصححه.
(٢) [المر والمسحاة : من أدوات الفلاحة].
(٣) [الجهات : تولي الأوقاف].