في حلة قشيبة ، وأن أضع بين يدي القراء كتابا ينتفعون به في لغتهم ومعارفهم في عصر كثر فيه الغثاء ، وقلّ ما ينفع الناس.
كما أحببت أن أحيي تراث رجال أمتنا ، الذي جاهدوا في سبيل رقّيها حقّ الجهاد ، وتحمّلوا من أجل ذلك التشريد والنفي والفقر والحرمان ، فما وهنوا وما استكانوا ، وتركوا من الآثار ما يعجز عنه اليوم جيل بأكمله.
عملي في الكتاب
١ ـ صححت الأصل ، وذلك بالرجوع إلى المصادر التي نقل عنها الأمير ، مثل «صفة جزيرة العرب» و «معجم البلدان» و «طبقات ابن سعد» و «ما رأيت وما سمعت» و «رحلة ابن جبير» و «وفيات الأعيان» وغير ذلك.
٢ ـ وضبطت ما يحتاج إلى ضبط ، إذ قارىء اليوم غير قارىء الأمس.
٣ ـ عزوت الآيات إلى مواضعها في المصحف الشريف ، كما خرّجت الأحاديث الواردة.
٤ ـ شرحت بعض الألفاظ الغريبة الواردة في الكتاب.
٥ ـ علقت على بعض المواضع ، وحصرت تعليقاتي بحاصرتين ، تمييزا لها عن تعليقات الأمير والسيد رشيد رضا رحمهماالله تعالى.
٦ ـ أثبت المستدركات التي ألحقها الأمير في نهاية الكتاب في مواضعها.
٧ ـ وضع الأمير لكتابه اسمين هما «الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف» (١) ، أو «الرحلة الحجازية» فقدّمت الثاني على الأول لأنه أوضح وأسهل حفظا.
__________________
(١) (الارتسامات) : الانطباعات ، و (أقدس مطاف) : بيت الله الحرام.