رحلة العبدري

قائمة الکتاب

البحث

البحث في رحلة العبدري

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

رحلة العبدري

وهذه المدينة ـ كلأها الله ـ من المدن العجيبة الغريبة ، وهي في غاية الاتّساع ونهاية الإتقان ، والرّخام بها كثير (١) ، وأكثر أبواب ديارها معمول به عضائد وعتبا ، وجلّ مبانيها في حجر منحوت محكم العمل ، ولها أبواب عديدة ، وعند كلّ باب منها ربض (٢) متّسع على قدر البلد المستقلّ ، ولو أتّفق أن يكون بها ماء جار لكانت معدومة النّظير شرقا وغربا ، ولكن ماؤها قليل ؛ وفي ديارها مصانع لماء المطر ، وهو المستعمل عندهم.

وأمّا السّاقية المجلوبة من ناحية زغوان (٣) [٢٢ / ب] فقد استأثر بها قصر السّلطان (٤) وجنانه إلّا رشحا يسيرا سرّب إلى ساقية (٥) جامع الزّيتونة ، يتسرّب (٦) منها في أنابيب من رصاص ، ويستقي منها الغرباء ومن ليس في داره ماء ، ويكثر عليها الازدحام (٧).

[جامع الزّيتونة]

وهذا الجامع من أحسن الجوامع وأتقنها وأكثرها إشراقا ، ودائره مسقّف ووسطه فضاء قد نصبت فيه أعمدة من خشب على قدر ارتفاع

__________________

(١) في ت وط : كثير بها.

(٢) ربض المدينة : ما حولها.

(٣) زغوان : جبل بالقرب من تونس في الجانب القبلي منها ، ياقوت : ٣ / ١٤٤ وهي اليوم بلدة قرب مدينة تونس.

(٤) المقصود بالسّلطان : أبو حفص عمر بن أبي زكريا الحفصي الذي حكم تونس بين سنتي ٦٨٣ و ٦٩٤ ه‍.

(٥) في ت : سقاية.

(٦) في ت وط : يترشف.

(٧) في ط : الزّحام.