فكم ببكّة من باك وباكية |
|
بفيض سجل من الآماق منسجل (١) |
وكاسف البال بالي الصّبر جدت له |
|
بوابل من وبال الخزي متّصل (٢) |
فؤاده من سعير الغيظ في غلل |
|
وعينه من غزير الدّمع في غلل |
٨٥ ـ قد أسعرت منه صدرا غير مصطبر |
|
وحمّلت منه صبرا غير محتمل (٣) |
ويوم مكّة إذ أشرفت في أمم |
|
تضيق عنها فجاج الوعث والسّهل (٤) |
خوافق ضاق ذرع الخافقين بها |
|
في قاتم من عجاج الخيل والإبل (٥) |
وجحفل قذف الأرجاء ذي لجب |
|
عرمرم كزهاء السّيل منسحل (٦) |
وأنت ـ صلّى عليك الله ـ تقدمهم |
|
في بهو إشراق نور منك مكتمل |
٩٠ ـ ينير فوق أغرّ الوجه منتجب |
|
متوّج بعزيز النّصر مقتبل (٧) |
__________________
(١) في نهاية الأرب : بمكة. السجل : الدّلو العظيمة المملوءة ماء. الآماق : أطراف الأعين التي يخرج منها الدمع. منسجل : منصبّ.
(٢) كاسف البال : متغيّر الحال سيّئها. بلي الصبر : فني. وبال الخزي : مضرّته وأذاه وثقله. وقوله «جدت» تهكّم ، كقوله تعالى : (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ).
(٣) في نهاية الأرب : قلبا غير محتمل.
(٤) في نهاية الأرب : فجاج الوعر. الفجاج : الطرق الواسعة بين الجبال. الوعث : المكان الذي تغوص فيه الأقدام.
(٥) خوافق : ألوية وبنود. الخافقان : أفقا المشرق والمغرب ؛ أي : ضاق وسعهما بها. القاتم : المغبرّ الأسود.
(٦) في ط نهاية الأرب : كزهاء اللّيل منسدل. الجحفل : الجيش العظيم. قذف : متباعد الأرجاء والنواحي. اللّجب : اشتباك الأصوات. عرمرم : كثير. زهاء : قدر. منسحل : منصبّ.
(٧) الأغرّ : الأبيض المنير. المنتجب : المتخيّر.