عاد وخرج إلى الخندق في شوال السنة الرابعة ، كما ذهب إليه البعض (١).
وعند الواقدي : أنها كانت في ذي القعدة.
وقد حاول البيهقي الجمع بين هذين القولين ، فقال : «قلت : لا اختلاف بينهم في الحقيقة ، وذلك لأن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قاتل يوم بدر لسنتين ونصف من مقدمه المدينة في شهر رمضان ، ثم قاتل يوم أحد من السنة القابلة لسنتين ونصف من مقدمه المدينة في شوال ، ثم قاتل يوم الخندق بعد أحد بسنتين على رأس أربع سنين ونصف من مقدمه المدينة.
فمن قال سنة أربع ، أراد : بعد أربع سنين ، وقبل بلوغ الخمس.
ومن قال : سنة خمس ، أراد : بعد الدخول في السنة الخامسة وقبل انقضائها (٢).
ونقول :
إن الظاهر هو صحة قولهم : إن غزوة الخندق كانت في السنة الرابعة ، وفقا لما اعتادوه من التاريخ ، ولا حاجة إلى وجه الجمع الذي ذكره البيهقي ولا لغيره ، وذلك لما يلي :
١ ـ لقد قوّى البخاري القول بأنها كانت في السنة الرابعة بقول ابن عمر : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد عرضه يوم أحد ، وهو ابن أربع عشرة سنة ، فلم يجزه ، ثم عرضه يوم الخندق ، وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه ..
ومن المعلوم : أن أحد كانت في سنة ثلاث.
__________________
(١) دلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٣٩٦.
(٢) دلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٣٩٥.