والمؤرخون ، بل والمسلمون قاطبة وأصبح من المسلمات. غير أننا نذكّر القارئ هنا بأمر هام ، وهو :
أن طريقة النبي «صلىاللهعليهوآله» والأئمة الأطهار «عليهمالسلام» في التربية والتعليم لها مرتكز أساس ، وهو الإعتماد على بلورة المعايير والمنطلقات الأساسية في النهج الفكري والعقيدي للناس بصورة عامة ، ثم تفويض أمر اختيار ما يتناسب مع تلك المعايير ، ويتطابق مع هاتيك الضوابط إلى الناس أنفسهم ، فنجد الناس مثلا هم الذين يقومون بعملية التعرف على الإمام ، بما لديهم من ضوابط ومعايير يمارسون تطبيقها بأنفسهم ، وتوصلهم إلى الإمام الحق ، بصورة قويمة وسليمة ، من دون حاجة إلى التنصيص عليه بالاسم ، كما كان الحال حينما أوصى الإمام الصادق «عليهالسلام» إلى خمسة أحدهم الإمام الكاظم «عليهالسلام» ، حيث عرف الشيعة أن الإمام لا يمكن أن يكون ذلك الحاكم الظالم ، كما لا يمكن أن يكون هو زوجة الإمام ، ثم لا يمكن أن يكون هو الولد الأكبر مع إشراك الأصغر في الوصية (١).
والأمر في قصة عمار أيضا من هذا القبيل ، حيث قدم النبي الأكرم «صلىاللهعليهوآله» للناس آنئذ ضابطة يعرفون بها فريق البغاة ، ويميزونه عن غيره ، دون أن يصرح «صلىاللهعليهوآله» بالاسم أو بالأسماء ، الأمر الذي قد يحمل معه سلبيات كثيرة ومتنوعة بشكل أو بآخر ..
ومن الواضح : أن لهذه التربية الفكرية ولصياغة الشخصية الإسلامية
__________________
(١) راجع : البحار ج ٤٧.