حصل بإخبار عمر له أولا حسبما تقدم.
ثانيا : أضف إلى ما تقدم : أننا لم نفهم السر في أن الزبير حين أرسله النبي «صلىاللهعليهوآله» ليأتيه بخبرهم ، قد تردد إليهم مرتين أو ثلاثا ، ألم تكن المرة الأولى كافية لوقوفه على حقيقية أمرهم؟! ولماذا الترديد بين المرتين والثلاث ، فهل نسي ولده عبد الله عدد المرات التي رصدها وسأل أباه عنها؟!
ثالثا : إننا لم نعرف وجه تسمية الأطم ب «أطم حسان» ، مع أن النساء كن في أطم بني حارثة ، إلا أن يكون قد أراد الإشارة إلى أن جبن حسان قد تجلى في هذا الأطم بالذات ، ثم اشتهر به بسبب ذلك ، ولكن ذلك ـ على كل حال ـ يحتاج إلى إثبات.
رابعا : قال ابن عبد البر : «ثبت عن الزبير أنه قال : جمع لي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أبويه مرتين : يوم أحد ، ويوم بني قريظة ، فقال : «ارم فداك أبي وأمي».
فقال : ولعل ذلك كان في أحد : «إن لكل نبي حواريا ، وإن حواريي الزبير الخ ..» (١).
خامسا : إن ابن الزبير كان يوم الخندق طفلا صغيرا ، لا يعقل مثل هذه الأمور ، فلا يصح أن يسأل أباه هذا السؤال ، ثم يجيبه أبوه بذلك الجواب الذي لا يدرك مغزاه إلا ذو الحجى ، ولا يخاطب به طفلا صغيرا ، عمره على أبعد الأقوال أربع سنوات ، أو سنتان ونصف سنة ـ كما هو قول الأكثر ـ
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣١٧.