الكراهية بينهما. فأتى زيد إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وقال له : إني أريد أن أفارق صاحبتي.
فقال : ما لك؟ أرابك منها شيء؟
قال : لا والله يا رسول الله ، ما رأيت منها إلا خيرا ، ولكنها تتعاظم علي لشرفها ، وتؤذيني بلسانها.
فقال له «صلىاللهعليهوآله» : أمسك عليك زوجك ، واتق الله في أمرها.
ثم طلقها زيد.
فلما انقضت عدتها ، قال «صلىاللهعليهوآله» لزيد : ما أجد أحدا أوثق في نفسي منك ، اذهب ، فاذكرني لها. (أو قال : اخطب علي زينب).
قال زيد : فلما قال ذلك عظمت في نفسي ، فذهبت إليها ، فجعلت ظهري إلى الباب ، فقلت : يا زينب أبشري ، فإن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يخطبك (أو يذكرك).
ففرحت بذلك ، وقالت : ما أنا بصانعة شيئا ، أو ما كنت لأحدث شيئا حتى إذا أؤامر ربي عزوجل.
فقامت إلى مسجد لها فصلت ركعتين ، وناجت ربها ، فقالت : اللهم إن رسولك يخطبني ، فإن كنت أهلا له ، فزوجني منه.
فنزل القرآن. وهو : (.. فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها ..) فجاء رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حتى دخل عليها بغير إذن (١).
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٥٠١ والبحار ج ٢٢ ص ١٧٧ و ١٧٩ وراجع : أسد ـ