فقال : يا رسول الله ، إذا كلمتها أنت ، وقلت : زيد أكرم الناس عليّ ، فعلت.
فقال «صلىاللهعليهوآله» : إنها امرأة لسناء.
فذهب زيد رضي الله تعالى عنه إلى علي كرم الله وجهه ، فحمله على أن يكلم له النبي «صلىاللهعليهوآله».
فانطلق معه إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» فكلمه ، فقال : إني فاعل ذلك ، ومرسلك يا علي إلى أهلها فتكلمهم ، ففعل. ثم عاد أمره بكراهتها ، وكراهة أخيها ذلك.
فأرسل إليهم النبي «صلىاللهعليهوآله» يقول : قد رضيته لكم ، وأقضي أن تنكحوه. فأنكحوه ، وساق لهم عشرة دنانير الخ ..» (١).
ونقول :
أولا : إننا نرتاب في بعض فقرات هذه الرواية ، ونعتقد : أنها لا تصدر عن رسول الله ، مثل قوله «صلىاللهعليهوآله» : «لا أراها تفعل ، إنها أكرم من ذلك نفسا» فإن المعيار الذي جاء به القرآن ، وقرره الرسول «صلىاللهعليهوآله» ، وألزم غيره ، والتزم به هو : قوله تعالى : (.. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ...)
والرسول «صلىاللهعليهوآله» هو الذي يقول : «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٢٠.