منهم مغفور لهم ، مع أن هذه الكلمة لا تفيد ذلك .. وذلك للأمرين التاليين :
أولا : لما ذكرناه آنفا من أن المقصود : هو نفي أن يكون عمر قد اطّلع على الغيب ، وعلم بما أجراه الله لأهل بدر ، ومارسه في حقهم. فلعله قد غفر لهم صغائر ذنوبهم ، مكافأة لهم على جهادهم وتضحياتهم ..
ولعل هذا الذنب من حاطب لم يكن من الكبائر ، بسبب قصوره عن فهم حقيقة الأمور ، وتوهمه أن ذلك لا يخل بإيمانه ، ولا يضر بالمسلمين. ولذلك صدقه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وقال : «صدق لا تقولوا له إلا خيرا».
ولكن صدقه هذا لا يعني أنه لم يكن مستحقا للعقوبة بسبب إقدامه على أمر معلوم السوء لدى كل أحد.
ثانيا : إن المراد بهذه الكلمة : هو أن يستأنفوا عمل الخير ، وأن يزدادوا منه ، فإن سيآتهم السابقة قد محيت .. وأصبح مصيرهم مرهونا بما يكون منهم في المستقبل ..
ثانيهما : إن أولئك الحاقدين قد اتخذوا ذلك ذريعة للطعن في أمير المؤمنين «عليهالسلام» ، فقد روى البخاري في صحيحة ، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبو عوانة عن حصين ، عن فلان ، قال : تنازع أبو عبد الرحمن وحبان بن عطية ، فقال أبو عبد الرحمن لحبان : لقد علمت الذي جرأ صاحبك على الدماء ، يعني عليا.
قال : ما هو؟ لا أبا لك.
قال : شيء سمعته يقوله.