يغب عما جرى ..
وهذا معناه : ليس فقط أنه كان على علم بما جرى .. بل هو قد شارك في التخطيط والتآمر ، حتى لو سلمنا : أنه كان في الشام حين ارتكاب المجزرة الرهيبة كما ورد في بعض النصوص (١).
إذ لا شيء يمنع من التخطيط والإتفاق على شيء ، على أن يتم التنفيذ في وقت يحدد بعد أيام ، حيث يكون المستهدفون بالمؤامرة في غفلة من ذلك كله ..
وإذا كان أبو سفيان حاضرا فلا نجد مبررا لتجاهله ، وعدم استشارته ، فيما عقدوا العزم عليه.
مع ملاحظة : أن لفعلهم هذا خطورة بالغة على الهدنة التي كانت بينهم وبين النبي «صلىاللهعليهوآله» ، لأجل الحلف الذي كان له مع خزاعة. خصوصا وأن ذلك لا يعفي أبا سفيان من المسؤولية من اتخاذ موقف تجاه ما يحدث ، سواء علم أم لم يعلم. وقد اعترف هو نفسه بذلك فقال : «لا يحمل هذا إلا علي».
وهذا أمر طبيعي : فإن من يؤسس نهجا ، ويسن سنّة للناس ليعملوا بها ، فإذا عمل بها الناس ، فليس له أن يقول لهم : أنا بريء مما تشركون ..
وقد أقر الشرع هذا المنطق أيضا ، فقد روي عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أنه قال : من سن سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها. ومن
__________________
(١) راجع : البحار ج ٢١ ص ١٢٦ وعن مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج ١ ص ١٧٧ وعن إعلام الورى ج ١ ص ٢١٧ والأنوار العلوية للنقدي ص ١٩٩.