٢. ما يتمتع بالاستقلال في مقام التصور واللحاظ دون التطبيق على الخارج وذلك كمفهوم الابتداء أو الانتهاء فانّهما من المفاهيم الاسمية فيخبر عنهما كما يخبر بهما ويقال : الابتداء خبر من الانتهاء ، ولكنّهما عند التطبيق لا ينطبقان إلّا على الموجود القائم بالغير المندك فيه ، من السير والقراءة والكتابة وغيرها وهذه خصيصة هذا القسم من المعاني الاسمية.
فالابتداء عند اللحاظ والتصور يتجلى بصورة مفهوم اسمي وعند التطبيق على الخارج يتحقّق في معنى قائم بالغير ، كالابتداء المندك في السير إلى البصرة وغيره.
إذا عرفت ذلك فاعلم إذا حاول الواضع أن يضع لفظاً لمصاديق الابتداء والانتهاء فلا محيص له من تصور تلك المصاديق ولو إجمالاً فعندئذ يلاحظ تلك المصاديق من خلال ذينك المفهومين الاسميين ويقول : وضعت لفظة «مِن» أو لفظة» إلى» لما ينطبق عليه لفظ الابتداء أو يصدق عليه الانتهاء في الخارج.
فاتضح بما ذكرنا أمران :
١. انّه ربما يكون المفهوم اسمياً ، وما ينطبق عليه معنى حرفياً.
٢. انّ الواضع في وضع الحروف يلاحظ الحقائق الحرفية من خلال المفاهيم الاسمية.
ثمّ إنّ المعاني الحرفية على قسمين :
١. معان حاكية. ٢. معان ايجادية.
فالقسم الأوّل يحكي عن معنى متحقق في الخارج ، مثل قولك : سر من البصرة إلى الكوفة.
والقسم الثاني موجد للمعنى بنفس الاستعمال ، كالنداء والخطاب في قولك : يا زيد أو قوله سبحانه : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ).