الشرعية بالوضع التعييني أو التعيّني فصارت حقائق في تلك المعاني في عصره.
ثمّ إنّ صيرورتها حقائق شرعية في لسانه يتصوّر لها وجوه ثلاثة :
أ : أن يقوم الشارع بوضعها لها بالوضع التعييني ويخبر الناس بها ، وهو بعيد جداً.
ب : حصول الوضع التعيّني بكثرة الاستعمال في عصر الرسول ، وهو أمر غير بعيد لطول زمان الرسالة.
ج : الاستعمال بداع الوضع كما إذا احتفلت الأُسرة بتسمية المولود الجديد والكل ينظرون إلى كبيرهم ، فإذا هو يقول : ائتوني بولدي الحسن ، فهو بنفس هذا الاستعمال يسمّيه حسناً ، ولعل النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) عند ما قال : صلّوا كما رأيتموني أُصلّي ، قام بنفس هذا العمل.
وبالجملة انّ القول الثاني على الوجهين الأخيرين أمر قريب لو لم يكن هناك وجه أصح.
القول الثالث : إنّها استعملت في لسان النبي في تلك المعاني مجازاً ثمّ صارت حقائق فيها في لسان المتشرّعة بعد رحيل الرسول ، فهي حقائق متشرعية لا شرعية.
يلاحظ عليه : أنّ عصر الرسالة لم يكن عصراً قصيراً ، فقد كان المسلمون في المدينة المنوّرة يصلّون مع النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في أوقات خمسة والمؤذِّن ينادي في كلّ نهار وليل بقوله : (حيّ على الصلاة) فهل يمكن لنا عدّ هذه الاستعمالات مجازاً مع طول الزمان؟
فتحصّل من ذلك إنّ القول الأوّل لا يعتدّ به ، والقول الثاني أي كونها حقائق شرعيه في عصره أقرب من القول الثالث ، ولكنّ هناك قولاً رابعاً هو أقوى