وتجمل الاشارة الى أن اسم الله سبحانه وصفاته تتألف من هذه الحروف ، وتلفظ وتكتب كغيرها من الكلمات ، ومع هذا لها قدسية وأحكام خاصة بها ، فلا يجوز أن يكتب شيء منها على ورق ، أو غيره ، أو بمداد ، أو قلم نجس ، وأيضا لا يجوز مسها الا للمطهرين.
وأفتى فقهاء الإمامية بكفر وارتداد «من ألقى المصحف عامدا عالما في القاذورات والقمامة ، أو ضربه برجله ، أو مزقه اهانة وإعراضا ، ونحو ذلك مما يدل على الاستهزاء بالشرع والشارع».
وقال قائل : ان سورة الفاتحة تضمنت جميع معاني القرآن دون استثناء ، وان البسملة تضمنت جميع معاني الفاتحة ، وان الباء من البسملة تضمنت جميع معاني البسملة ، وبالتالي تكون الباء من بسم الله الرحمن الرحيم فيها معاني القرآن بكامله.
وهذا القائل أشبه بمن يحاول أن يدخل الكون بأرضه وسمائه في البيضة دون أن تكبر البيضة ، أو يصغر الكون ..
تحديد الإسلام بكلمة واحدة :
قرأت في جريدة الجمهورية المصرية تاريخ ٢١ نيسان سنة ١٩٦٧ كلمة قال كاتبها ضياء الريس : انه قرأ مقالا في مجلة أدبية لكاتب عربي شهير ، قال فيه : انه ـ أي الكاتب ـ حين كان عضوا في البعثة العلمية بالنكلترا اشتبك في نقاش حاد مع انكليزية مثقفة حول الإسلام والمسيحية ، فقالت الانكليزية ـ متحدية جميع المسلمين بشخص الكاتب المسلم ـ اني ألخص مبادئ المسيحية كلها بكلمة واحدة ، وهي المحبة ، فهل تستطيع أنت ـ أيها المسلم ـ ان تأتي بكلمة تجمع مبادئ الإسلام؟ فأجابها الكاتب المسلم : أجل ، انها كلمة التوحيد.
وبعد ان نقل الريس هذا الحوار قال : لم يكن الجواب موفقا ، وذكر أسبابا وجيهة وصحيحة تدعم حكمه على الكاتب بعدم التوفيق ، وبعد ان انتهى الريس من حكمه وأسبابه الموجبة قال : لو وجه الي هذا السؤال لأجبت بأن هذه الكلمة هي الرحمة ، واستدل على صحة جوابه هذا بالعديد من الآيات والروايات مبتدئا ببسم الله الرحمن الرحيم .. الى وما أرسلناك الا رحمة للعالمين .. الخ
وصدق الريس في قوله : ان الكاتب لم يكن موفقا في جوابه .. ولكن الريس أيضا لم يكن موفقا في اختياره كلمة الرحمة ، لأنه لم يزد شيئا على ما قالته الانكليزية ، حيث أخذ كلمة المحبة منها ، وترجمها الى كلمة الرحمة ، وعلى هذا لا يكون للإسلام أية ميزة على المسيحية.