والسفينة سائرة ويسير هو من آخرها إلى صدرها ، فإذا سارت عشرين ذراعا يكون هو قد قطع أربعين ، فيكون قد طفر في بعض الحالات ، وإذا قطع جزءا قطعت السفينة نصف جزء.
الوجه الثامن : الكونان كما يصحّ مع تضادهما أن يثبت فيهما طريق البدل فكذا يصحّ تعاقبهما ، فيجب في (١) الجوهر المخلوق بالبصرة أنّه كان يصحّ أن يخلق بالهند ، والكونان ضدان ، فيجب صحّة المعاقبة عليهما ولا يكون كذلك إلّا بطفر محلهما.
أجاب المتكلّمون عن الأوّل : بأنّ حركة الحبل الأعلى نصف حركة الدلو ، وإلّا فبالنسبة إلى الحبل الأسفل فإنّه لم يقطع إلّا مائة ذراع ، لأنّ الحبل الأسفل كان من نصف البئر إلى أسفلها فانقلب بحركة الحبل الأعلى فصار من نصفها إلى أعلاها ومن نصفها إلى أسفلها خمسون وإلى أعلاها خمسون ، فإذا انقلب الحبل من أسفلها إلى أعلاها والدلو فيه فقد مرّ الدلو بجميع البئر ، وليس ذلك لأجل الطفرة ؛ لأنّا لو فرضنا في الدلو آلة محدّدة وغرزنا به (٢) على جذع فانّه يظهر أثر ذلك المحدّد في جميع المسافة على الجذع ، ولو كان للطفرة لكانت العلائم في موضع دون موضع.
وعن الثاني : بأنّ في البيت أجزاء مضيئة قليلة الضوء ، فإذا دخل الضوء من الكوة ظهرت الأجزاء.
وعن الثالث : بالتفكك.
وعن الرابع : بأنّ الضوء ينبسط على الأرض من طلوع الفجر على التدريج ، فإذا طلعت الشمس من الأفق اتصل ضوؤها بذلك الضوء فلذلك يصل إلى
__________________
(١) ساقطة في م.
(٢) في المناهج : «جررناه».