أقصى الأرض.
والحقّ أنّ الضوء يحدث في الموضعين عند المقابلة (١).
وأجاب بعض المتكلّمين عن الأوّل : بأنّ الدلو والكلّاب قطعها فيقطعان جميعا مائة ذراع ، إلّا أنّ الكلّاب يقطع بعضها طولا وبعضها عرضا لانخراط حبل الدلو منها ، وعلى هذه الصورة يجذب الكلّاب. وأمّا الدلو فقطعه يكون طولا مائة ذراع ولو أمكن جذب الكلّاب طولا لم يكن الدلو ليقطع إلّا قدر ما يقطعه الكلّاب. وهذا مشاهد في الاضطراب الحاصل في الحلقة. ومعلوم أنّ لاختلاف الحركات تأثيرا في مثل ذلك فإنّ الماء إذا جرى في ساقية فيها انفراج لم يبلغ المقصد إلّا نصف الوقت الذي كان يبلغه إذا لم يكن هناك انفراج.
وممّا يشبه هذه الشبهة قوله : «إنّ الخشبة المستندة إلى حائط متى جذبت من أسفلها حصل أكثر ممّا ينجذب من أعلاها ، وذلك للطفر ولتجزؤ الجزء». والقول فيه مثل ما تقدم ؛ لأنّ أعلاها يذهب في جهتين : الطول والعرض دون أسفلها ، ولهذا لو لطخ أسفل الخشبة بخلوق لوجد ذلك اللون في المكان كلّه ، ولو طفر لم يجب ذلك.
وأجاب أبو الهذيل عن سد الكوة : بأنّ الضوء عنده معنى ويجعل السد مضادا له. وهو خطأ ؛ لأنّ السد أكوان مخصوصة ، فلا تضاد ذلك المعنى الذي يثبته.
وأجاب غيره : أنّ الشعاع النافذ من الكوة في البيت مستمدّ من قرص
__________________
(١) قال المصنف في مناهج اليقين : «والجواب الحق أنّ الضوء يحدث في البيت حال مقابلة الفتحة للشمس دفعة واحدة من غير أن يسري فيه شعاع ، وهؤلاء إنّما أقدموا على هذا الجهل بسبب ظنّهم أنّ الشعاع جسم ونحن سنحقق خطؤهم هذا» ص ٣٠.