«اخبرني عن هذه الارض التي اقطعتها هذين الرجلين أهي لك خاصة أم بين المسلمين؟ قال : بين المسلمين ، قال : فما حملك أن تخصّ بها هذين دون جماعة المسلمين قال : استشرت الذين حولي ، فاشاروا بذلك ، فقال : أفكل المسلمين اوسعتهم مشورة ورضا» فقال «ابو بكر «فقد كنت قلت لك انك اقوى على هذا الامر مني لكنك غلبتني» وقد كان قبل ان يأتي أبا بكر ويسأله بما سمعت اخذ كتاب الاقطاع من الرجلين ثم تفل فيه فمحاه كما رواه اولياؤه من فعله ٣ فوا عجباه من عمر يرد اقطاع ابي بكر لعيينة والاقرع أرضا خربة مع رضا كثير من المسلمين بذلك لعدم رضا جميعهم ثم يتولى الخلافة بقول ابي بكر وعهده إليه مع عدم رضا جماعة من المسلمين مثل طلحة واضرابه ولم يقل لأبي بكر لا أتولى بقولك حتى توسع كل المسلمين عذرا ومشورة؟ واين هو اذ ذاك عن كلامه الاول وهو يعلم ان الخلافة باختيار المسلمين فأين الاختيار وأين المشورة في خلافته وهل هي الا فلتة كالأولى؟! ثم البيعة الثالثة لعثمان مثلها فان عمر قصر الاختيار فيها في ستة اخرج جميع المسلمين منها ومن المشورة فيها ثم اخرج منها خمسة وقصرها على رأي واحد وهو عبد الرحمن بن عوف وابطل اختيار الباقين ، وامر بقتل من خالف عبد الرحمن من الخمسة وغيرهم وبقتل الستة جميعا إن مضت ثلاثة ايام ولم يبايعوا الواحد منهم ، فأين اختيار المسلمين في ذلك؟ واين وقوع هذه
__________________
عدو الله كفرت بعد إيمانك فيقول : ما آمنت بالله طرفة عين وأسلم فاطلقه ابو بكر (رضي الله عنه) ، (أسد الغابة ٤ / ١٦٧).
وأما الأقرع بن حابس فهو من بني تميم وفد على رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) مع أشراف قومه بعد فتح مكة وجرت بينهم وبين رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) محاورة لطيفة نقلها ابن الأثير اسد الغابة ١ / ١١٩ بترجمة الأقرع بن حابس المذكور وأسلم الأقرع يومئذ وكان شريفا في الجاهلية والاسلام وشهد فتح الأنبار مع خالد بن الوليد واصيب بالجوزجان وكان قد بعثه عبد الله بن عامر على جيش بعثة الى خراسان.