الولاية عليه لا تصح لأحد من الناس الا باستخلافه ونصه عليه ولا تعلم الّا من قبله ولا تصح بنصب غيره افترى ان خلافة الله تصح بدون اذنه وتثبت لأحد من الناس بنصب الخلق اياه فتقصر حرمة الخالق عن حرمة المخلوق ، واذا كان خلافة الله لا تحصل الا من قوله تعالى كما هو معلوم وجب ان يكون الامام منصوصا عليه لأنه خليفة الله.
السادس وهو مؤلف من مقدمتين الاولى انه لا يجوز لاحد من الناس ان يوجب شيئا او يحرم شيئا بهواه ورأيه من تلقاء نفسه من غير دليل من كتاب الله او سنة رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وان من اوجب شيئا او حرمه سئل من اين اخذه فان اقام عليه شاهدا من كتاب او دليلا ثابتا من سنة قبل منه والا رد عليه وابطل قوله وادخل في جملة القائلين على الله بغير علم والمفترين على الله الكذب ، وهذه المقدمة مما صح عليها اتفاق المسلمين قولا فإنّك لا تجد احدا من الناس يقول انه يجوز الحكم في ايجاب او تحريم بدون حكم الله ولا انه يجوز مخالفة الله في حكمه وقد ورد القرآن الكريم بالنهى عن القول على الله بغير علم ولعن الكذبة المفترين وورد مثله في سنة سيد المرسلين بما لا يحصى كثرة من الآيات والروايات مثل قوله تعالى (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) (١) وغير ذلك من الآيات وقال النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فيما تواتر واستفاض عنه (كثرت على الكذابة فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) (٢) فمن المتيقن ان الموجب والمحرم
__________________
(١) ابين القوسين ابعاض آيات من الاسراء ٣٥ والبقرة ١٦٩ والنحل ١١٦ ويونس ٥٩.
(٢) صحيح مسلم ١ / ١٨.