وآله وسلم).
الثاني ان القرابة بمفردها غير كافية في استحقاق منزلة النبي (ص) بل تحتاج الى ان ينضم إليها باقي الشروط من العصمة والافضلية والعباس غير معصوم وعلي افضل منه بالاجماع فكان احق بمقام النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) منه ، ومن هذا الوجه قدمنا عليا (عليهالسلام) على اخيه عقيل مع تساوي نسبهما الصوري الى النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وكون قرابتهما منه واحدة واما الوجهان الآخران.
فاحدهما ما ذكره علي (عليهالسلام) وسيأتي ذكره مشروحا في ايراد النصوص عليه وهو مبايعته النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) حين جمع بني عبد المطلب ودعاهم الى مبايعته على ان من بايعه يكون اخاه ووزيره ووارثه وخليفته فبايعه علي (عليهالسلام) دونهم (١).
والثاني مروي عن ابي الحسن موسى بن جعفر إنه ذكره للرشيد (٢) واحتج به عليه مع اوّل الوجهين الأولين حين ناظره في استحقاق علي (عليهالسلام) ميراث النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) دون العباس وهو ان عليا اسلم وهاجر فكانت له ولاية النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) والعباس تأخرا إسلامه ولما اسلم لم يهاجر فلم يكن له من ولاية النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في الميراث شيء لقوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا) (٣) فلذلك لم يكن للعباس (رضي الله عنه)
__________________
(١) يعني في يوم الدار المشهور.
(٢) نقله السيد الطباطبائي في الميزان في تفسير القرآن ٩ / ١٤٣ عن كتاب «معاني الأخبار» للصدوق.
(٣) الأنفال : ٧٢.