وقد ذكرناه ومن المعلوم أن راية الهدى يجب اتباعها ، ومنار الايمان يجب الاقتباس منه والاقتداء به ، وذلك معنى التمسك بلا ريب.
ومن ذلك الحديث المتواتر في الجملة وهو حديث الثقلين وقد صححه ابن ابي الحديد (١) وهو مروي باسانيد كثيرة والفاظ مختلفة بالزيادة والنقصان فمنها (اني مخلف فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي) ومنها (اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي كتاب الله الثقل الأكبر وعترتي الثقل الأصغر فتمسكوا بهما فان اللطيف الخبير اخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) (٢) وغير ذلك من الألفاظ والأسانيد وعلى كل حال فهو نص صريح في وجوب التمسك بالعترة الذين امير المؤمنين (عليهالسلام) سيدهم وحاث على لزوم متابعتهم ، ومصرح بان قولهم قول القرآن فالمخالف لهم مخالف للقرآن على عمد فهو فاسق ظالم فالخبر ناص على إمامة العترة المحمدية بلا شك لأن واجب المتابعة على الاطلاق هو الامام لا غيره من الأمة ، وعترة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) هم الذي دعاهم للمباهلة يوم نصارى نجران وقال فيهم ذلك اليوم (اللهم هؤلاء اهل بيتي اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) كما هو مشهور عند المفسرين (٣) ومعلوم عند المحدثين ولا شك ان المخاطبين بالتمسك بالثقلين بالمشافهة هم الصحابة فهم مأمورون باتباع الكتاب والعترة وبه يبطل ما ادعا خصومنا ان النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قال : (اصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) (٤) للتناقض
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١ / ٢٧٠.
(٢) قد مر حديث الثقلين ومن أيضا مستدرك الحاكم ٣ / ١٠٩ و ١٤٨. سنن الترمذي ٢ / ٣٨ ، مسند أحمد ٣ / ١٧ و ٥ / ١٨١ وفي مواضع أخرى.
(٣) ممن رواه من المفسرين الطبري ج ٢٢ ص ٥ عن علي وأمّ سلمة وانس وابي هريرة وأبي الحمراء وسعد وغيرهم.
(٤) هذا الحديث في مقابلة ما روي عنه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) (الأئمة من اهل