نفهم لفظا في الإمامة والخلافة اصرح من لفظ الامام والخليفة وما رادفهما مما رقمناه ورسمناه حتى نأتيهم به ، والصريح جئناهم به من حديثهم فما اذعنوا به ، وما ذلك الا تعللات عن قبول الحق ومدافعة للحجة بالراح ، وما اظن القوم الا انهم يريدون منا ان نرقي في السماء ثم نأتيهم بكتاب من الله تعالى يقرءونه وفيه الى عبادي المعتزلة فلان وفلان باسمائهم اما بعد فان رسولي محمد بن عبد الله قد نص على علي بالامامة والخلافة وقد صدق الامامية فيما قالوا فيكون حينئذ عند القوم نصا ، وهذا شيء تعذر على الأنبياء والأوصياء فكيف يمكن مثله لرواة اخبارهم ونقله آثارهم والمقتبسين من شعاع انوارهم ، واظن انه لو تيسر ذلك لم يقبلوه ولم يصدقوه ولتأولوه ودافعوا فيه ، والا لصدقوا ما رووه وصححوه عن رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) من ذلك ، وكأنهم اقتدوا بأم المؤمنين عائشة لروايتهم في شأنها (خذوا نصف دينكم من الحميراء) (١) قد روت في حق علي (ع) ما سمعته قريبا وحضرت وصية النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) إليه كما قاله خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين في شعره الذي مر عليك ، وقد خرجت تحاربه مع انها سمعت رسول الله يقول لها في حق علي (عليهالسلام) (ستقاتلينه يوما وانت ظالمة له وتنبحك في طريقك كلاب الحوأب) فلما سارت الى البصرة ووصلت ذلك الماء نبحتها كلابه فسألت عن اسمه فقيل ماء الحوأب فقالت : ردوني فاني سمعت رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) يقول كذا وكذا وذكرت الحديث ، فلفق لها طلحة والزبير رجالا من الأعراب وقد جعلوا لهم جعلا
__________________
(١) انكر ابن حجر هذا الحديث وقال عنه : «لا اعرف له اسنادا ولا رأيته في شيء من كتب الحديث الا في النهاية لابن الأثير ذكره في (ح م ر) ولم يذكر من خرجه» قال : «ورأيته أيضا في كتاب الفردوس لكن بغير لفظه ذكره من حديث انس بغير اسناد ولفظه (خذوا ثلثي دينكم من بيت الحميراء) ونقل عن ابن كثير انه سأل المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه عن (التقرير والتحبير ٣ / ٩٩).