فمحبة علي (عليهالسلام) طاعته ومتابعته وهذا معنى التمسك.
واعلم ان في اخبار النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) عن نفسه بعدم المحاباة لقرابته فيما قال فيهم ظهورا او اشعارا بعلمه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بان جماعة من اصحابه يتهمونه بمحاباة قرابته فيما شرفهم به على غيرهم من الأفعال والأقوال ولو لا ذلك لكان قوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في الخبر غير محاب فيه لقرابتي قليل الفائدة بل لا فائدة فيه اصلا ، لأنه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) اذا كان عالما من جميع اصحابه عدم اتهامه بالمحاباة لقرابته فيما يفضله به من قول وفعل كان اخباره بنفي ذلك عنه اخبار للعالمين به ومعتقديه ، ولا ريب ان اخبار العالم بنسبة الخبر او معتقد حصولها عديم الفائدة ، وانما يكون مفيدا اذا كان المخبر يجهل نسبة الخبر او يعتقد نقيضها ليفيد اعلامه بما جهل اورده عن الخطأ في الاعتقاد فتحقق من هذا انه لا تتحقق فائدة في ذلك الأخبار الا مع علم النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) من جماعة من اصحابه اتهامه بالمحاباة لقرابته عمدا منهم او جهلا ليكون نفيه المحاباة عن نفسه تكذيبا للمتعمد ورفعا لجهل الجاهل وازالة لتجويز المجوز فتحصل فائدة تامة فيظهر من البيان ان نسبة جماعة من الصحابة الى النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) محاباة القرابة واقعة فمن العجب قول بعض الخصوم (١) (ان الصحابة لو سمعوا من رسول الله (عليهالسلام) نصا ما عدلوا عنه) لأن من يتهمه كيف تبعد منه مخالفته ، وقول بعضهم ما حاصله «ان رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لم يوص ولو أوصى ما تأمر ابو بكر على وصى رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وان أبا بكر ود أنه سمع من رسول الله كلمة فتكون في انفه خزمه» وقول القوشجي محصوله : انه لا يظن ذو مسكة ان الصحابة سمعوا
__________________
(١) يريد ببعض الخصوم ابن ابي الحديد.