ومنه : مخالفته النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في حكم البلاد المفتوحة عنوة وتفصيل ذلك مذكور في كتب المطاعن وكل ذلك برأيه.
ومنه : مخالفته النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في تحريم المتعتين (١) واسقاطه من الآذان حي على خير العمل قال القوشجي صعد يعني عمر المنبر وقال ايها الناس ثلاث كن على عهد رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) انا انهى عنهن واحرمهن واعاقب عليهن وهي متعة النساء ومتعة الحج وحي على خير العمل ثم قال واجيب بان ذلك مما لا يوجب قدحا فيه فان مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع (٢).
أقول : هذا الكلام من اقبح القبائح وافضح المفاضح واوهن المغالطات واسمجها وهو مناقض لما رد به النصوص على امير المؤمنين (عليهالسلام) وهي التي ذكرناها في مناقضته حيث قال : «لو كان في مثل هذا الأمر الخطير المتعلق بامر الدين والدنيا مثل هذه النصوص الجلية لتواتر نقله بين الصحابة ولم يتوقفوا في العمل بموجبه ولم يترددوا حين اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لتعيين الامام وانه كيف يزعم ذو مسكة ان الصحابة مع بذلهم مهجهم وذخائرهم وقتلهم اقاربهم وعشائرهم في نصرة رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) خالفوه قبل ان يدفنوه مع وجود هذه النصوص القطعية الظاهرة الدالة على المراد» (٣) فانه جعل علة الرد لتلك النصوص وانكار ورودها عدم
__________________
(١) قال ابن ابي الحديد بعد ان نقل تحريم المتعتين : «وهذا الكلام وان كان ظاهرة منكرا فله عندنا ـ أي المعتزلة ـ مخرج وتأويل ، وقد ذكره اصحابنا الفقهاء في كتبهم.
(٢) تجد البيان حول هذه المسألة في شرح نهج البلاغة ١٢ / ٢٥٢ والشافي للمرتضى ص ٢٥٦ فما بعدها والنص والاجتهاد لشرف الدين ص ٢٠٠.
(٣) نقل ذلك عن القوشجي السيد شرف الدين في النص والاجتهاد ص ٢٠٠ وشيخنا الأميني في الغدير ٦ / ٢٣٦ وللسيد الأمين في اوائل الجزء الأول من اعيان الشيعة تحقيق مهم في مسألة (حي على خير العمل) في الأذان.