وامثالها مع كونها نصّا في طلب أمير المؤمنين الخلافة وعدم رضاه بخلافة الرجل وانه اخرج من بيته مقهورا وطلب ناصرا فلم يجد ، ثم يقول إنّ عليا (عليهالسلام) ما نازع أبا بكر ولا طلب الخلافة لنفسه في زمانه ولا جرد السيف ولا استنجد الناس ولا ولا ، فليختر ابن ابي الحديد الآن أحد وجهين لا محيص له عن واحد منهما اما تكذيب هذه الأخبار التي صححها ، أو تكذيب علي (عليهالسلام) فيما أخبر به عن نفسه من عدم الرضا بخلافة من تقدم عليه وانه لم يكف عن منابذتهم ومناجزتهم الا لعدم المعين وفقدان الناصر فيكون قد كذّب من هو مع الحق والحق معه بروايته ، وكذّب ثقاة المحدثين عنده ، واما ان يحكم ببطلان خلافة من تقدم عليه ويجزم بخروجهم من الامامة لعدم شرط صحتها عنده وهو عدم رضا امير المؤمنين (عليهالسلام) بها كما تقدم في قوله ، لأنا قد اقمنا الأدلة الصحيحة لديه على عدم رضا علي (عليهالسلام) بها بتمام التحقيق ، واي الوجهين اختاره ابن ابي الحديد فقد امكن الرأي من ثغرة نحره وذبح نفسه بخنجره فليكن ذلك محققا.
وأما ما ورد بلفظ : الامارة والإمرة فلم يورده ابن ابي الحديد ولكنه أورد ما هو بمعناه وزيادة ، ومن المعلوم انه لا فرق بين ان يذكر الشيء او يذكر مرادفه فليس بين قولك جاءني بشر وجاءني انسان أو حيوان ناطق فرق في افادة المعنى المقصود فها نحن نذكر ذلك عنه قال في اوائل شرح النهج : «وتزعم الشيعة ان يعني عليا (عليهالسلام) خوطب في حياة رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بأمير المؤمنين خاطبه بذلك جملة المهاجرين والأنصار ولم يثبت ذلك في اخبار المحدثين (١) الا انهم قد رووا ما يعطي هذا المعنى وان لم يكن اللفظ بعينه وهو قول رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) له (انت يعسوب الدين والمال يعسوب الظلمة) ، وفي رواية اخرى (هذا يعسوب المؤمنين وقائد الغر
__________________
(١) رواه ابن عساكر في تاريخه ٢ / ٢٦٠ عن بريدة الأسلمي.