المبحث الثاني :
في نصب الامام هل هو واجب أم لا؟ وعلى تقدير وجوبه فهل هو واجب على الله أو على المكلفين؟ وهل هو من جهة العقل أو السمع ، وقد اختلف الناس في ذلك فذهب الأشاعرة والمعتزلة والزيدية الى وجوبه على الخلق ثم اختلفوا فقال : الأوّلون سمعا ، وقالت المعتزلة والزيدية : عقلا ، وقال الحرورية : انه غير واجب مطلقا (١) وقال ابو بكر الأصم (٢) من المعتزلة انه يجب مع الخوف وظهور الفتن ولا يجب مع الآمن لعدم الحاجة إليه وقال الفوطي (٣) واتباعه : يجب مع الآمن لاظهار شعائر الشرع ولا يجب عند ظهور الفتن لأن الظلمة ربما لم
__________________
(١) الملل والنحل : ١ / ١١٦.
(٢) ابو بكر الأصم من شيوخ المعتزلة ومن اصحاب الفوطي ورأيه في الامامة كرأي الفوطي ويقول ـ كما نقل عنه الشهرستاني في الملل والنحل ١ / ٧٢ ـ : «الامامة لا تنعقد إلا باجماع الأمة عن بكرة أبيهم» قال الشهرستاني : «وانما اراد الطعن في إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ كانت بيعته أيام الفتنة» ولا أدري أي خليفة قبل علي بن أبي طالب انعقدت بيعته بالاجماع!!
(٣) هشام بن عمرو الفوطي كما ضبطه ابن حجر في لسان الميزان ٦ / ١٦٤ «بضم الفاء واسكان الواو» نسبة الى بيع الفوط ـ كصرد ـ ثياب تجلب من السند أو مآزر مخططة واحدتها فوطة او هي لغة سندية. وغلط من كتبه بالغين المعجمة ظنا منه ان النسبة الى غوطة دمشق وهو من المعتزلة وامام فرقة منهم تسمى الهشامية وكان يجوز قتل واغتيال المخالف لمذهبه واخذ اموالهم لاعتقاده كفرهم توفي سنة ٢٢٦.