لطلب الرئاسة فلما فاته ما رجاه ذكره وصرح به فقال له ابنه قيس ما قال وقد مضى ذكر خبره
ومنهم انس بن مالك فان امير المؤمنين (صلىاللهعليهوآلهوسلم) حين استنشد الناس في الرحبة ايهم سمع رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه فليشهد فشهد من شهد ولم يشهد انس فقال له امير المؤمنين (عليهالسلام) انك قد حضرتها يا انس فقم واشهد فتعلل بالنسيان لكبر سنه ونكل عن الشهادة وليس بناس فقال له امير المؤمنين ان كنت كاذبا فرماك الله بها بيضاء لا تواريها العمامة فاصابه الوضح فسئل عن سببه بعد فقال ذاك دعوة العبد الصالح علي بن أبي طالب ، ثم ذكر للسائل الحديث واعتذاره عن ترك الشهادة بالنسيان ، وانه غير ناس وسئل مرة عن علي (عليهالسلام) فقال : اني ليت الا اكتم شيئا سمعته من رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فيه بعد يوم الرحبة ، ذاك رأس المتقين ، سمعته من نبيكم (١) أفليس هذا صريحا في انه قبل أن اصابه الوضح بدعاء علي (عليهالسلام) كان يكتم ما سمعه من رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فيه ، وان نص الغدير من جملة المكتوم ، وهل اوقع الناس في الفتنة وصيرهم في الحيرة الا كتمان قول النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في علي (عليهالسلام) قبل يوم الرحبة واخفاء نصه عليه قبل ذلك حتى كان ذكره ، بعد ذلك غير مجد في رفع الحيرة عن العامة ، والتصريح به غير مزيل للفتنة لما الفه الناس من الشبهة.
ومنهم ابو هريرة : كان يروى قول النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) كان يروى قول النبي في علي (عليهالسلام) : (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله)
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٤ / ٧٤ و ١٩ / ٢١٧ وذكر ذلك ابن قتيبة في المعارف ص ٥٨٠.