تظن بالنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لو رآهم حين اخرجوا عليا (عليهالسلام) على تلك الحال في ذل وصغار؟!! وهل يجوز لعاقل لبيب ان يستبعد عليهم مخالفة نص الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وهو يرى منهم هذه المخالفات ، ويعلم من افعالهم هذه المنكرات بعد مشاهدتهم من النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ما سمعت من غضبه الشديد لقول في علي دون فعل فيقول (١) لو سمع الصحابة نصا من النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على علي (عليهالسلام) لما خالفوه! لأنا لا نظن عليهم مخالفته وهذان الحديثان قالعان لشبهتهم التي إليها يستندون كما ترى وسيأتي من الأخبار ما هو اصرح في هذا المطلب ثم ان الحديثين يدلان على ان ما يفعله علي (عليهالسلام) حق وصواب لأن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لم يسمع الشكاية فيه ولو جاز عليه الخطأ لم يكن يحابيه ولا يراعيه فزالت بحمد الله كل شبهة وذلك من فضل الله وعونه.
وأما ما ورد بلفظ المنزلة : فهو الحديث المتفق على روايته بين الأمة وهو قول النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لعلي (عليهالسلام) يوم توجه الى تبوك واستخلفه على المدينة فقال علي (عليهالسلام) : خلفتني على النساء والصبيان فقال : (أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيّ بعدي) هذه صورة الحديث عن سعد بن أبي وقاص (٢) وصورته عن
__________________
(١) القائل هو ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة / وانظر أيضا ج ٦ ص ١٢.
(٢) حديث المنزلة من طريق سعد اخرجه البخاري صحيحه ٤ / ٢٠٨ في كتاب بدأ الخلق في باب مناقب علي بن أبي طالب وفي ٥ / ١٢٩ كتاب المغاري باب غزوة تبوك ومسلم في صحيحه ٧ / ١٢ في كتاب فضائل الصحابة ، في باب من فضائل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) والترمذي في سننه ٢ / ٣٠٨ كما أخرجه الامام احمد في مواطن من مسنده ج ١ / ١٧٣ و ١٧٥ و ١٧٧ و ١٧٩ و ١٨٢ و ١٨٥ وج ٦ / ٣٦٩ و ٤٣٨ ، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ٤٥ عن حديث المنزلة : «رواه جماعة