السلام) من رسول الله (عليهالسلام) ، فيلزمه على هذا الحكم أيضا بان الحديث نص في خلافة علي (عليهالسلام) لرسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لأن الخلافة ثابتة لهارون بنص الكتاب وهو قوله تعالى : (وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (١) الآية ورسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لم يستثنها مع النبوة فتكون خلافة رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ثابتة لعلي (عليهالسلام) بنص الكتاب والسنة كما ثبتت الوزارة له بنصهما على ما قررا أفأبلغ شاهد من هذا يريد عبد الحميد؟ وهل تراه يخفي عليه مثل هذا المعنى الواضح كالشمس الصاحية؟ ولكن غلب عليه الف المذهب وتقليد الأسلاف كما غلبا على غيره فصاروا يرون الحق باطلا والنص الجلي متشابها والمعنى الواضح خفيا والصواب خطأ فاذا ورد عليهم ما يوافق مذهبهم من المشتبهات صيروه كالبدر الأتم وضوحا وصراحة ، واذا عثروا على ما يطابق مشتاهم من المزخرفات المضطربة الألفاظ تلقوه بالقبول الأعظم ووصفوه بغاية الصحة ونهاية الفصاحة ، أو جاءهم في ذلك شيء من الموهونات صيروه كالطود الأشم قوة ورجاحة ، فنعوذ بالله من كتمان الحق للأغراض الدنيوية وترويج الباطل للعناد والعصبية.
وأما ما ورد بلفظ الطاعة : فمنه ما تقدم في حديث الخلافة والوزارة من قول النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : (اسمعوا له واطيعوه) وقوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في حديث ابي برزة المتقدم اخبارا عن الله تعالى في شأن علي (عليهالسلام) وهو الكلمة التي الزمتها المتقين من احبه فقد أحبني ومن اطاعه فقد اطاعني) (٢) واذا كان علي (عليهالسلام) طاعته طاعة الله وجب ان يكون خليفة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لأن الذي طاعته طاعة
__________________
(١) الأعراف : ١٤٢.
(٢) شرح نهج البلاغة ١٣ / ١٦٧ عن حلية ابي نعيم.