قد حصل منهم الحدث في الدين ، والأصل في الحدث الأولون والآخرون تابعوهم عليه والعنت اصاب امير المؤمنين (عليهالسلام) في الزمانين ، ولذا طلب الأعوان على حربهم من اوّل الأمر فلم يجد فكف عن الحرب لفقد شرط تنجز الأمر لا لأنه غير مأمور بحربهم ، اذ لو كان كذلك لما طلب الأعوان على ذلك وقاتل الآخرين لوجود الأعوان له على قتالهم فكانت دلالة الخبر ظاهرة أي الظهور فيما ذكرناه فثبت مرامنا وصح قولنا ان هناك نصا معروفا عند اكثر الصحابة من النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على علي (عليهالسلام) ، وانهم كتموه وخالفوه على عمد والأخبار التي تشير الى هذا المعنى كثيرة في كتاب الخصم لكنا نذكر الصريح فيه والقريب من الصريح ، وسيأتي ذكر شيء من هذا الباب عند ذكر النص على العترة ان شاء الله تعالى.
الوجه الثاني مما يدل على وجود النص وان القوم خالفوه ما تواتر من تظلمات امير المؤمنين (عليهالسلام) وشكاياته من القوم بالتصريح ، ورميه اياهم بغصب حقه ونهب تراثه ، وما ضارع هذا المعنى مما لا يجوز حمله على انه غير منصوص عليه مثل ترك الأولى وشبهه كما قال ابن ابي الحديد واصحابه وهي كثيرة جدا ، نذكر منها قطعة صالحة نكتفي بها في المطلب.
فمنها قوله (عليهالسلام) في الخطبة الموسومة بالشقشقية : «اما والله لقد تقمصها ابن ابي قحافة وانه ليعلم ان محلى منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى الى الطير» الى ان قال : ـ «فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ارى تراثي نهبا» الخطبة ودلالتها على المدعى من وجهين.
الأول : قول علي (عليهالسلام) أنه يعلم ان الخلافة حق له وانه حين تقمصها عالم بانها حق علي (عليهالسلام) وليس له فيها حق فيقال حينئذ من اين علم ان خلافة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) حق لعلي (عليه