ورشوة فشهدوا عندها انه ليس بماء الحوأب فقبلت الإنكار بعد الاقرار وصدقت شهادة الأعراب كأن رسول الله لم يخبرها بذلك ، والعجيب انها بعد ذلك كتبت الى حفصة تبشرها ان عليّا لما بلغه كثرة جمعنا بقى متحيرا وصار كالفرس الأشقر ان تقدم عقر وان تأخر نحر حتى قال في ذلك كله سهل بن حنيف الأنصاري رحمهالله
عذرنا الرجال بحرب الرجال |
|
فما للنساء وما للسباب |
اما حسبنا ما اتينا به |
|
لك الخير من هتك ذاك الحجاب |
ومخرجها اليوم من بيتها |
|
يعرفها الذنب نبح الكلاب |
الى ان اتانا كتاب لها |
|
مشوم باقبح ذاك الكتاب |
وكل هذا ذكره ابن ابي الحديد ورواه غيره من اهل السير فروايته واصحابه شيئا والقول بخلافه شيء آخر : ولا ادري كيف قال : ليس على علي بالامامة نص صريح وانما هو تعريض وتلويح بعد روايته لحديث الغدير وقول عمر لعلي (عليهالسلام) ذلك اليوم : هنيئا لك يا بن ابي طالب اصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة (١) كما روى أيضا عن ابن عباس قال دخلت على عمر في اوّل خلافته وقد القى له صاع من تمر على خصفة فدعاني الى الأكل فاكلت تمرة واحدة واقبل يأكل حتى اتى عليه ثم شرب من جر كان عنده ، واستلقى على مرفقة له وطفق يحمد الله يكرر ذلك ، ثم قال : من اين جئت يا عبد الله قلت : من المسجد قال : كيف خلفت ابن عمك فظننته يعني عبد الله بن جعفر فقلت خلفته يلعب مع اتراب له ، فقال : لم أعن
__________________
(١) هذه التهنئة رواها جماعة من العلماء منهم الامام احمد في المسند ٤ / ٢١١١ والطبري في تفسيره ٣ / ٤٢٨ والشهرستاني في الملل والنحل ١ / ٢٢٠ وابن حجر الهيثمي في الصواعق ص ٢٦ الخ.