فيه غيرهم بنص الكتاب العزيز (١).
ومن ذلك درؤه الحد عن خالد بن الوليد اذ قتل مالك بن نويرة وزنى بامرأته وعذره لعمر لما طلب أن يقوده بمالك لأنه مسلم ما هو بأول من تأول واخطأ فاكفف يدك ، وارفع لسانك عنه (٢) الى غير ذلك من الاجتهادات في مقابلة النص ، والعمل بالرأي دون الرواية.
واما ما يختص به عمر فمنه مخالفته لرسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) حين قال (ائتوني بدواة وصحيفة اكتب لكم كتابا لا تضلون بعدي) ولم يكفه المخالفة للأمر دون أن قال انه ليهجر استفهموه حسبنا كتاب الله
__________________
(١) قال تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ...) الآية ٤١ من سورة الأنفال وقد اجمعت الأمة على ان رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) كان يختص بسهم من الخمس ويخص ذي قرباه بسهم آخر منه مدة حياته صلوا الله عليه وآله وسلم فلما ولي ابو بكر (رضي الله عنه) اسقط سهم النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بموته ، ومنع ذوي القربى من الخمس وجعلهم كغيرهم من يتامى المسلمين ومساكينهم وابناء السبيل منهم (انظر النص والاجتهاد).
(٢) قصة زحف خالد بن الوليد الى البطاح ليلقى مالك بن نويرة وقومه من بني يربوع وقتله مالك بن نويرة وجماعة من قومه مع قولهم : انا مسلمون ، ورفعهم الأذان ، واقامتهم الصلاة بمشهد من المسلمين الذين مع خالد ثم قتلهم بعد استيلائهم على اسلحتهم ومبيت خالد مع زوجة مالك في ليلة مقتله ، وانكار ابي قتادة لهذه الفعلة ومفارقته لخالد بعد ان اقسم ان لا يكون ابدا في لواء عليه خالد وغضب عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) لذلك وحنقه عليه حتى عزله يوم تولى الأمر حقيقة ثابتة ليس بوسع احد ان ينكرها ويتستر عليها وبحسبك ان ترجع الى كتاب الغدير ٧ / ١٥٨ ـ ١٦٩ فقد ألم بهذه القضية من كل اطرافها وهب ان مالكا قتل مرتدا ، وزوجته سبية ، وخالد لا يرى ان تعتد بابعد الأجلين. أو ليس رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) يقول : (الا لا توطأ الحبالى حتى يلدن ، ولا غير الحبالى حتى يستبرئن) كما نادى مناديه يوم حنين والى الله ترجع الأمور.