واعرضوا عنه صفحا.
ومما ورد في ان الولاية والوصية والوراثة في اهل البيت قول امير المؤمنين في بعض خطبه في النهج : (لا يقاس بآل محمد من هذه الأمة احد ولا يسوي بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا هم اساس الدين وعماد اليقين إليهم يفيء الغالي وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثة الآن اذ رجع الحق الى اهله ونقل الى منتقله) (١) الخطبة والمراد بالولاية ولاية النبي (عليهالسلام) على الأمة بقوله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (٢) وهذه هي الامامة ، والمراد بالوصية وصية النبي (عليهالسلام) بمتابعتهم ونصه عليهم بالامامة ، والمراد بالوراثة وراثة العلم والمنزلة وهي الامامة اذ لا نبوة بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وليس كما ذكره ابن ابي الحديد من ان الوصية ليست النص والخلافة ، بل هي امور اخر كما تقدم ذكره عنه اذ لا تمدح ولا فضيلة في الوصية بدون الخلافة من الأمور التي عظمها هناك ، وليس مقصود امير المؤمنين (عليهالسلام) من الكلام كله الا اظهار إمامة الآل وتقدمهم على جميع الأمة بسبب ولاية الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ووصيته إليهم بالأمر ، ولهم بالطاعة من الأمة والمتابعة ، ولو كان غير ذلك لما كان فيه عظيم خطر يوجب ألا يقاس بهم احد ، فقد اوصى النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) الى كثير من اصحابه في امور عهد إليهم في اشياء كثيرة كسلمان وابي ذر وحذيفة وعمار حين قال له : (تقتلك الفئة الباغية) (٣) وغيرهم من الصحابة يطول تعدادهم وعهد الى جملة من الانصار أن يقاتلوا مع علي الناكثين والقاسطين
__________________
(١) نهج البلاغة من الخطبة ٢.
(٢) الأحزاب : ٦.
(٣) صحيح البخاري كتاب الطلاق. وكتاب الجهاد والسير وصحيح مسلم كتاب الفتن ٨ / ١٨٥ فما بعدها من عدة طرق.