تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) (١) انزلت في علي (عليهالسلام) ليلة المبيت على الفراش» ثم ذكر جوابه عن دعوى الجاحظ ان النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قال لعلي ليلة المبيت (نم فلن يخلص أليك شيء تكرهه) فقال قال شيخنا ابو جعفر : هذا هو الكذب الصراح والتحريف والادخال في الرواية ما ليس منها والمعروف المنقول انه قال له ثم اورد الرواية وقال : ولم ينقل ما ذكره الجاحظ وانما ولده ابو بكر الأصم واخذه الجاحظ ولا اصل له ، ولو كان هذا صحيحا لم يصل إليه مكروه وقد وقع الاتفاق انه ضرب ورمى بالحجارة الى آخر ما قال (٢).
اقول وهذا الأمر اذا تدبره منصف عرف يقينا أن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ما كان يؤهل للأمور العظائم إلا أخاه عليا فيشير الى أن عليا هو الذي يقوم مقام النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في عظام الأمور فهو خليفته في امره حيا وميتا فأين عمرو (٣) عن هذا فإذا ذكر لصاحبه الغار لم يذكر لصاحبنا الفراش أليس في تركه ذكر ذلك والأعراض عنه دليل واضح على ان قصد القوم صرف الأمر منه الى غيره واخفاء ماله من الفضل فكيف يستبعد منهم كتمان النص ومخالفته وهذا ظاهر لكل فاهم.
ومنها ابقاء النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) عليا بمكة بعد خروجه لأداء أماناته قال ابن ابي الحديد : قال شيخنا ابو جعفر : والمعروف المنقول انه قال له : (اذهب فاضطجع في مضجعي وتغش ببردى الحضرمي فان القوم سيفقدوني ولا يشهدون مضجعي فلعلهم اذا رأوك يسكنهم ذلك حتى يصبحوا فاذا اصبحت فلتقم في اداء امانتي).
__________________
(١) البقرة : ٢٠٧.
(٢) شرح نهج البلاغة ج ١٣ من ص ١٦٠ ـ ٢٦٢ عن نقض العثمانية.
(٣) شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٦٣. والمراد بعمرو الجاحظ.