حيث يكون ذلك سببا لأفضليته مع انه من جملة ما نقم عليه وسبب عليه وسببت قتله ، مع ما يلزم أيضا من مخالفة القوشجي مذهبه لأن ما ذكره ان كان يقتضي تفضيل عثمان على علي (عليهالسلام) كما هو زعمه ومرامه فيجب ان يقتضي تفضيله أيضا على أبي بكر وعمر لأنهما لم يفوزا بهذه المنقبة اذ لم ينقل ناقل عنهما انهما احرقا المصاحف ولا اسقطا القراءات المروية عن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) برواية الثقات والقوشجي لا يسلم ذلك ولا يذعن به فامارته باطلة من الرأس ولا حول ولا قوة الا بالله وليت شعري أين هم لو سلموا من الطعن وبرئت ساحتهم من الظلم ، واين غيرهم من اخ الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وخليفته ووزيره ومعينه وسيد المؤمنين به وساقي عطاشى امته من حوضه يوم الورود على الله ، واين يقع فضل الفضلاء من فضله وهو منبع الفضائل ومعدن المفاخر والوسائل ، وهل سبقه الى الفضل الا السابق لكل خير رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وأتى بعده مصليا ليكون ذلك المنذر ويكون هو الهادي كما صح في روايات غير لشيعة فقد اخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ما انزل الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا وعلي اميرها وشريفها ، ولقد عاتب الله اصحاب محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في غير مكان وما ذكر عليا (عليهالسلام) الا بخير (١) واخرج ابن عساكر عنه قال ما نزل في احد من كتاب الله تعالى ما نزل في علي (٢) ، واخرج عنه أيضا قال : نزل في علي (عليهالسلام) ثلاثمائة آية (٣) واخرج الطبراني عنه قال : كانت لعلي (عليهالسلام) ثمانية عشر منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة (٤) واخرج ابن عساكر عن ابن
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٣ / ٤٦.
(٢) رواه الشبلنجي في نور الأبصار ص ٧٨ و ٨١ عن ابن عساكر.
(٣) كذلك ص ٨١.
(٤) نقلها في اسعاف الراغبين ص ١٦١ عن الطبراني.