اعطاني) (١).
وقال ابن ابي الحديد : روى ابن ديزيل ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا علي بن القاسم عن سعيد بن طارق عن عثمان بن القاسم عن زيد بن ارقم قال : قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) (الا ادلكم على ما ان تسالمتم عليه لم تهلكوا ان وليكم الله وإمامكم علي بن أبي طالب فناصحوه وصدقوه فان جبرائيل اخبرني بذلك) فهذه الأحاديث الصحيحة عند الخصم كلها ناصة على علي (عليهالسلام) بالامامة ومصرحة بأنه امام البررة وامام المتقين وامام الأولياء وامام الصحابة كما هو نص حديث زيد بن أرقم وصريحها ان من كان من المتقين البررة واولياء الله واصحاب الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فامامه علي (عليهالسلام) ومن لم يكن امامه عليا (عليهالسلام) فليس من المتقين البررة ولا من الأولياء ولا من الصحابة بل هو خارج عن هذه المراتب الشريفة وداخل في اضدادها فكيف تجوز لهم الامامة وقد جعلهم الله ورسوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) مأمومين فأيّ نص أوضح من هذه النصوص على ما ندعيه من إمامة امير المؤمنين علي (عليهالسلام) من بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وأي صريح أصرح منها في ذلك؟ ويعجبني من ابن ابي الحديد قوله بعد نقله حديث زيد بن ارقم : «فان قلت : هذا نص صريح في الامامة فما الذي تصنع المعتزلة بذلك؟ قلت : يجوز أن يريد به انه امامهم في الفتاوى والأحكام الشرعية لا في الخلافة» (٢) انتهى وهذا الجواب مع انه حرف اللفظ عن معناه وعدول به عن نصه من غير سبب داع الى ذلك كما هي عادة هؤلاء القوم فيكون فاسدا لا يدفع ما نقوله ولا يرد ما ندعيه لأن دعوانا انما هو وجود النص من الله ومن
__________________
(١) أيضا ٣ / ٩٨.
(٢) شرح نهج البلاغة : ٣ / ٩٨.