في ذلك المجلس (١).
روى محمد بن علي الصواف عن الحسين بن سفيان عن ابيه عن شهر بن سدير الأزدي قال : قال علي لعمرو بن الحمق الخزاعي : اين نزلت يا عمرو؟ قال : في قومي قال : لا تنزلن فيهم ، قال : فأنزل في بني كنانة جيراننا ، قال : لا قال : فانزل في ثقيف ، قال : فما تصنع بالمعرة والمجرة ، قال : وما هما؟ قال : عنقان من نار يخرجان من ظهر الكوفة يأتي احدهما على تميم وبكر بن وائل ، فقل ما يفلت منه احد ، ويأتي العنق الآخر فيأخذ على الجانب الآخر من الكوفة فقل من يصيب منهم ، انما تدخل النار فتحرق البيت والبيتين قال : فاين انزل؟ قال : انزل في بني عمرو بن عامر من الأزد ، قال : فقال قوم حضروا هذا الكلام : ما نراه الا كاهنا يتحدث بحديث الكهنة ، فقال : يا عمرو انك لمقتول بعدي وان رأسك لمنقول وهو اوّل رأس نقل في الاسلام ، والويل لقاتلك ، اما انك لا تنزل بقوم الا اسلموك برمتك الا هذا الحي من بني عمر بن عامر من الأزد فانهم لن يسلموك ولن يخذلوك ، قال : فو الله ما مضت الأيام حتى تنقل عمرو بن الحمق في خلافة معاوية في بعض احياء العرب خائفا مذعورا حتى نزل في قومه من بني خزاعة فاسلموه فقتل ، وحمل رأسه من العراق الى معاوية بالشام وهو اوّل رأس حمل في الاسلام من بلد الى بلد (٢).
وروى ابراهيم بن ميمون الأزدي عن حبة العرني قال : كان جويرية بن مصهر العبدي صالحا ، وكان لعلي بن أبي طالب (عليهالسلام) صديقا ، وكان علي يحبه ، ونظر يوما إليه وهو يسير فناداه : يا جويرية الحق بي فاني اذا رأيتك هويتك ، قال اسماعيل بن ابان فحدثني الصباح عن مسلم العرني قال :
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٨٩.
(٢) أيضا ٢ / ٢٩٠.