لهي هذه السلقلق الجلعة المجعة (١). وانها لهي هذه شبيهة الرجال والنساء التي ما رأت دما قط قال فولت هاربة منكسة رأسها فتبعها عمرو بن حريث فلما صارت بالرحبة قال لها والله لقد سررت بما كان منك اليوم الى هذا الرجل فادخلي منزلي حتى اهب لك واكسوك فلما دخلت منزلة امر جواريه بتفتيشها وكشفها ونزع ثيابها لينظر صدقه فيما قاله عنها فبكت وسألته ان لا يكشفها وقالت انا والله كما قال لي ركب النساء وانثيان كأنثي الرجال وما رأيت دما قط فتركها واخرجها ثم جاء الى علي (عليهالسلام) فاخبره فقال ان خليلي رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) اخبرني بالمتمردين عليّ من الرجال والمتمردات من النساء الى ان تقوم الساعة.
وروى عثمان بن سعيد عن يحيى التيمي عن الأعمش عن اسماعيل بن رجا قال قام أعشى باهلة وهو غلام يومئذ حدث الى علي (عليهالسلام) وهو يخطب ويذكر الملاحم ، فقال : يا امير المؤمنين ما اشبه هذا الحديث بحديث خرافة فقال (عليهالسلام) ان كنت آثما فيما قلت يا غلام فرماك الله بغلام ثقيف ، ثم سكت ، فقام رجال وقالوا : ومن غلام ثقيف يا امير المؤمنين؟ قال : غلام يملك بلدتكم هذه لا يترك لله حرمة الا انتهكها ، يضرب عنق هذا الغلام بسيفه ، فقالوا : كم يملك يا امير المؤمنين؟ قال : عشرين ان بلغها ، قالوا : فيقتل قتلا أم يموت موتا؟ قال : بل يموت حتف انفه بداء البطن يثقب سريره لكثرة ما يخرج من جوفه ، قال اسماعيل بن رجا : فو الله لقد رأيت بعيني اعشى باهلة وقد احضر في جملة الأسرى الذين اسروا من جيش عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بين يدي الحجاج ، فقرعه ووبخه ، واستنشده شعره الذي يحرض فيه عبد الرحمن على الحرب ، ثم ضرب عنقه
__________________
(١) قال ابن ابي الحديد : «السلقلقة : السليطة ، واصله من السلق وهو الذئب ، والسلقة : الذئبة ، والجلعة المجعة : البذية اللسان ، والركب : موضع العانة».