وأما ما صدر من غيرهما من مخالفات النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فنحن نشير الى جملة منه.
فمنهم عثمان فانه رد عمه الحكم بن ابي العاص الى المدينة وقد حرم رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) عليه سكناها بعد ما طرده عنها وحمى الحمى لنفسه ولبني ابيه وولي مروان امر الخلافة يفعل ما يشاء وهو فاسق ظالم واحرق المصاحف بالنار ونفى أبا ذر الى الربذة واثر اهل بيته باموال الفيء ومنع خيار الصحابة منها الى غير ذلك من مخالفاته وفعلاته مما يزيد على فعل الرجلين مراتب وتفصيله في كتب المطاعن كنهج الحق لجمال الدين الحلي والشافي للمرتضى علم الهدى وغيرهما من الكتب (١) ولا عذر للقوم عنه في اكثرها الا بالاجتهاد وهو اثبات لدعوانا لا نقض علينا.
ومنهم عائشة انكرت الوصية من النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) الى امير المؤمنين (عليهالسلام) مع انها قد حضرت ذلك (٢) كما قال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين في شعره المتقدم.
وصي رسول الله من دون اهله |
|
وانت على ما كان من ذاك شاهده |
ثم لم يكفها ذلك دون ان خرجت عليه تقاتله وتجمع الجموع
__________________
(١) اجمل ابن ابي الحديد تلك المطاعن في الجزء الثاني من شرح نهج البلاغة من ص ١١ ـ ٦٩ وذكر هناك اعتذار القاضي عبد الجبار بن احمد الهمداني عنها في كتابه المغني في الامامة ورد الشريف المرتضى عليه في كتابه الشافي في الامامة.
(٢) جاء في صحيح البخاري ٥ / ١٤٣ في باب مرض النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) من كتاب المغازي كما جاء ذلك في صحيح مسلم أيضا ٢ / ١٤ في الباب الوصية واللفظ لمسلم «ذكروا عند عائشة (رضي الله عنها) ان عليا كان وصيا فقالت : متى اوصي إليه كنت مسندته الى صدري ـ أو قالت ـ : حجري فدعا بالطشت فقد انخنث في حجري وما شعرت انه مات فمتى اوصى إليه ـ وفي البخاري ـ : فكيف اوصي لعلي؟