وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (١) فجمع في اللفظ بين صلاة الله وهي الرحمة وبين صلاة الملائكة وهي الاستغفار واستعمل اللفظ فيهما معا على اختلافهما فزال الايراد ثم يقال ويلزم على قولك أيضا ما نريده لانا نوجب الامامة للأفضل ويفهم من كلام قوم من العامة القرب الى اختيار ذلك فاذا كان الحسنان افضل الناس وجبت لهما الامامة وكان الخبر نصا على إمامتهما ، وما ذكره المعتزلة من جواز تقديم المفضول على الأفضل قد ابطلناه فيما سبق ، ثم ان الخبر نص في افضلية امير المؤمنين والحسنين وحمزة وجعفر على جميع الصحابة ومن بعدهم وبذلك قال ابن ابي الحديد وجمع كثير من اصحابه المعتزلة كجعفر بن مبشر وبشر بن المعتمر وابي موسى وسائر قد ماء البغداديين من المعتزلة ، وابي القاسم البلخي وابي الحسين الخياط وهو شيخ المتأخرين من معتزلة بغداد ، وابي جعفر الإسكافي والتفضيل عندهم مرتب بين الخمسة فالأفضل علي ثم الحسن ثم الحسين ثم حمزة ثم جعفر ثم بعده ابو بكر ثم عمر ثم عثمان (٢).
قال ابو جعفر الاسكافي في هذا المقام : والمراد بالأفضل اكرمهم عند الله ، واكثرهم ثوابا ، وارفعهم في دار الجزاء منزلة (٣).
وقال ابن ابي الحديد : اعجبني هذا المذهب وسررت بان ذهب الكثير من شيوخنا إليه.
قلت : ويدل على افضلية حمزة وجعفر على ما سوى علي والحسنين من الصحابة قول النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) (خير الناس حمزة وجعفر) وعلى ما رواه ابو الفرج الاصفهاني وغيره من محدثي القوم وقوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لجعفر : (اشبهت خلقي وخلقي) ذكره ابن ابي الحديد
__________________
(١) الأحزاب : ٣٣.
(٢) شرح نهج البلاغة ١ / ٧.
(٣) المصدر السابق.