ثم هو الآن يقول : انه استصرخ الناس لحرب ابي بكر وكاشف ونازع وعتل ودفع وبثّ الرسل والدعاة يدعون الناس الى نقض بيعة الشيخ ومحاربته ، فانظر الى هذا التناقض العظيم في اقواله والتعارض الشديد في كلامه.
الثاني : انه شحن الكتاب أيضا من قوله ان عليا (عليهالسلام) لو كاشف القوم ونازعهم وسخط إمارتهم ولم يرضها فضلا عن ان يكون شهر السيف عليهم لحكمنا بضلالهم وهلاكهم كما حكمنا بهذا كله على من خالفه ايام خلافته لأنه على الحق دائما ونقل ذلك أيضا عن مشايخه البغداديين ثم هو هنا وغير هنا يذكر انه (عليهالسلام) خالفهم ونازعهم واستصرخ الناس عليهم ، ودعا الناس الى قتالهم ، وجمع الجموع في داره لذلك واستغاث منهم بالأموات والأحياء فلازم ذلك عليه ان يحكم عليهم بالضلال ومخالفة الحق وهو لا يحكم عليهم ، بل يصرح في مواضع من كتابه بانهم من الدين والايمان وصحة اليقين بمكان مكين وغير ذلك من الأوصاف الجميلة التي تزيد على الوصف ، وكان اللازم من هذا عليه تكذيبه في معتقده ، أو افتراؤه في اخباره ، أو حكمه بضلال ائمته فما كان اغناه عن كشف هذه القبائح ، وبيان الفضائح ، ونشر هذه المعايب وهذا يصرح لك عن هذا الرجل بانه نهج منهج الخلط والتخبيط ، يقول الشيء وضده ويأتي بالأمر ونقيضه ويعتقد مذهبا ومنافيه كل ذلك عنده صحيح وفي خياله رجيح لا يقف على حد محدود ولا يقتصر على مذهب معلوم اعاذنا الله والمؤمنين من المضلات ومن الانغماس في الجهالات.
واحتج القوشجي على فقد النص مطلقا على امير المؤمنين وخصوصا قول النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : (سلموا على عليّ بإمرة المؤمنين) وقوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لعلي : (انت الخليفة بعدي) وقوله (صلى الله