النص للقوم وذاكرهم لما ساموه البيعة لأبي بكر وخاصمهم به اشد خصام ، فلم يقبلوا منه فعدل الى القرابة التي احتجوا بها على الأنصار فتعللوا عليه كما رويتم فلم يجد شيئا يكفهم به عن ظلمه وينتزع به من ايديهم حقه الا السيف ، فصمم العزم على مناجزتهم فلم يجد ناصرا طلب اربعين رجلا ذوي عزم فلم يوافقه ولم يجبه إلا أربعة أو خمسة فكف وسكت ، وهذا المشنع ذكر ذلك مرارا في كتابه وصححه واعترف به هنا كما ترى ، فليس احد من الامامية يقول : ان عليا (عليهالسلام) لم يذكر النص عليه ، بل يقطعون بانه ذكره ويجزمون بان القوم ردوه ولم ينقادوا له ، ورواياتهم بذلك ناطقة ومصنفاتهم بذلك مصرحة.
الثاني قوله : انه خاف القتل ، فان الامامية ان قالوا خاف القتل فانهم يريدون انه (عليهالسلام) خاف القتل من استمراره على ترك بيعتهم فضرع لها واجاب دفعا للقتل عن نفسه اذ لا معين له وهو قد صرح بهذا المعنى في كثير من خطبه كالشقشقية وغيرها وقد ذكرنا شطرا من كلامه في هذا المعنى فيما تقدم وسيأتي منه الكثير إن شاء الله لا انه خاف القتل من ذكر النص فانه لا قائل به من الامامية ، فان كان صادقا فليدلنا على هذا القائل ، نعم ان قال احد منهم انه خاف من ذكر النص مجاراة للخصم فانه يريد انه خاف منهم انكاره ورده وذلك صحيح وقد اوضحناه وبيناه فزال تشنيعه على اصحابنا بقوله هلا خاف من كذا وهلا خاف من كذا هذا كله مع ما يعود عليه في هذا التشنيع من بطلان مذهبه وفساد عقيدته وذلك من وجهين.
الأول : انه ملأ كتابه من الدعوى برضا علي (عليهالسلام) بخلافة ابي بكر وروى في ذلك احاديث كثيرة عن اسلافه ، وان عليا (عليهالسلام) لم يدع أحدا الى نقض بيعة ابي بكر ولا استصرخ الناس لحربه ولا نازعه واصحابه ، وقد قدمنا بعضا من كلامه في هذا في فصل احاديث لفظ الامام