مقام النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ولقد اخرجه عمر من الشورى لذلك وادخل عليا دونه ، وذلك حجة على المعترض فبطل اعتراضه كما بطل اعتراض هارون الرشيد على ابي الحسن لما ذكر له الوجه المذكور وبما ذكرنا من الوجوه بطل قول قوم رعف بهم الزمان يسمّون العباسية قالوا : بان الامامة بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لعمه العباس لأنه الاقرب فادعوا له ما لم يدعه لنفسه وما ذكره أيضا بعض جهلة العامة ردا على الشيعة من ان الامامة ان كانت بالقرابة وجب ان يكون العباس هو الامام بعد الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لانه العم وهو اقرب من ابن العم وعلي (عليهالسلام) ابن العم فلا يكون له مقام النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) مع وجود عمه العباس لما علمت من ان الامامية لم يسلموا اقربية العباس للنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) من علي (عليهالسلام) وقد ذكرنا دليل المنع ووافقهم عليه من وافقهم من غيرهم مثل نوح بن دراج وهو من قضاة هارون الرشيد وابي بكر بن عياش وهو من الاجلاء عند العامة ولم يجعلوا القرابة بمفردها مقتضية لاستحقاق الخلافة بدون حصول باقي الشروط فاندفع الاعتراض عنهم وزال من اصله وثبت المدعي من اشتراط الاقربية من النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في الامام واما الحسن والحسين فاستحقا الامامة لتساويهما في قرابة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وعلي (عليهالسلام) فلم يكن ولد الحسن يستحقونها مع الحسين (عليهالسلام) وهو الاقرب الى النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وعلي ، ثم هي بعد الحسين لمن كان اقرب الى الامام الذي قبله مع جمعه باقي الشروط ولذا صارت بعد الحسين في ولده خاصة ولم تصرفي ولد الحسن لتساوي الجميع في القرب من النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وعلي (عليهالسلام) ، لأن ولد الحسين (عليهالسلام) (١)
__________________
(١) الملل والنحل : ١ / ٢٠٧.