ومنها قوله في خطبة يذكر فيها امر السقيفة (فنظرت فاذا ليس لي معين الا اهل بيتي فضننت بهم عن الموت ، واغضيت على القذى ، وشربت على الشجى ، وصبرت على اخذ الكظم ، وعلى امر من طعم العلقم) ومثل ذلك قوله (عليهالسلام) : (لوجدت اربعين ذوي عزم) أفيجوز ان يكون هذا كله لترك القوم الأولى وهل يطلب مؤمن رجالا ذوي عزم ولو اربعين ليقاتل رجلا مسلما ترك الأولى أو يفعل هذا عاقل متدين؟ فكيف من هو مع الحق والحق معه؟ أليس ذلك القول منه صريحا في استحقاق المتقدمين عليه القتال؟ وهل يستحق القتل والقتال الا من هو ظالم غاصب ،؟ ولا يكون كذلك الا ان يكون على صاحب الأمر بنص النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، واما اذا لم يكن كذلك بل كان الأمر جائزا له ولغيره وان الراجح في الحكم ان يكون هو ولي الأمر وولاية غيره مرجوحة لم يجز له ما طلبه لأن فاعل المرجوح لم يستحق شيئا من اللوم فكيف يستحق ان يقاتل ويقتل؟ وأمير المؤمنين لا يفعل الحرام ولا يطلبه فننتج من ذلك ان من طلب قتالهم كانوا مستحقين ، وان ذلك لارتكابهم امرا عظيما حلت به دماؤهم وما هو الا ردّ النص ومخالفة الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) اذ لا غيره هناك فتأمل.
ومنها قوله (عليهالسلام) : في كتاب كتبه لأخيه عقيل رواه ابن ابي الحديد عن ابراهيم بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات : (اللهم فاجز قريشا عني الجوازى فقد قطعت رحمي ، وتظاهرت علي ، ودفعتني عن حقي ، وسلبتني سلطان ابن امي ، وسلمت ذلك الى من ليس مثلي في قرابتي من الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وسابقتي في الاسلام الا ان يدعي مدع ما لا اعرفه ولا اظن الله يعرفه ، والحمد لله على كل حال) (١) وقوله
__________________
(١) كتابه (عليهالسلام) الى عقيل رواه ابن هلال الثقفي في الغارات ص ٤٣١ كما نقله ابن ابي الحديد في شرح النهج عن الغارات ٢ / ١١٩.