لما فاتهم الأمر في السقيفة قالوا وقال اكثرهم : لا نبايع الا عليا ورويت من اشعارهم في ذلك الكثير الواسع مثل قول النعمان بن عجلان وكان من أشرافهم.
وكان هوانا في علي وانه |
|
لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري (١) |
ومثل : قول حسان بن ثابت في علي (عليهالسلام) :
سبقت قريشا بالذي انت اهله |
|
فصدرك مشروح وقلبك ممتحن |
تمنت رجال من قريش اعزه |
|
مقامك هيهات الهزال من السمن (٢) |
وغير ذلك مما ذكرناه فيما مضى ، ورويت ان جماعة من الأنصار سعوا في نقض بيعة ابي بكر ليبايعوا عليا ومعهم جماعة من المهاجرين ، وقد مرت الرواية والأنصار في ذلك الوقت هم ركن الاسلام ، وبهم قامت الدعوة ، وحصلت للنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) النصرة ، وتم له بهم على العرب الانتصار ، ولما هدده عامر بن الطفيل بعسكره قال (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في جوابه : (يكفي الله منك وبنوا قيلة) (٣) فمن يأنف من سائر العرب ذلك الوقت ممن قدمه هؤلاء عليهم مع شهرته في الحسب والنسب عند جميع العرب ، الست رويت ان العباس بن عبد المطلب وأبا سفيان بن حرب عرضا على علي البيعة ورضيا له عليهما بالإمرة وهما اذ ذاك شيخا بني عبد مناف الست رويت ان خالد بن سعيد بن العاص طلب الإمرة لعلي (عليهالسلام) ورضي بامرته عليه وهو من عمال النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وأمراء اجناده ، ومن اهل السبق الى الاسلام ، ومن اشراف بني عبد
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٦ / ٣١ في ثمانية عشر بيتا نقلها ابن ابي الحديد عن الموفقيات للزبير بن بكار كما تقدم.
(٢) المصدر السابق ٦ / ٣٥ في ابيات نقلها ابن ابي الحديد عن الموفقيات.
(٣) شرح نهج البلاغة ٢٠ / ١٨٤ وكامل المبرد ٢ / ٣٢٤.