وسلم) فقال : (أليس هذا صوت عمر) قالوا نعم قال : (يأبى الله ذلك والمسلمون فليصل بالناس ابو بكر) وفيه ان عائشة طلبت منه اقالة ابيها وراجعته في ذلك مرتين او ثلاثا فقال : (ليصل بالناس ابو بكر فانكن صويحبات يوسف) (١) وهو مخالف لجميع ما تقدم في جميع الوجوه فمن تأمل هذه الأخبار واختلافاتها ، وما فيها من التعارض والتدافع القاضيين عليها باختلاق علم انها مزورة مصنوعة ، وتأكد عنده ان الصحيح ما رواه اصحابنا مما مضمونه ان عائشة وحفصة لما ثقل مرض النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ارسلتا الى ابويهما تخبرانهما بذلك وهما خارج المدينة في جيش اسامة فدخلا المدينة ليلا ومعهما ابو عبيدة بعد ان ذكروا لاسامة ما اذن لهم لأجله ان يدخلوا وامرهم ان يخفوا انفسهم لئلا يرجع غيرهم من الجيش ، وانهم ان عوفي النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) رجعوا الى معسكرهم وان حدث به حدث عرفوه حتى يدخل فيما يدخل فيه الناس ، فلما كان وقت الصلاة أرسلت عائشة الى ابيها تأمره ان يتقدم الى المحراب وانها تأمر بلالا أن يأمر الناس بالصلاة خلفه لتوهم الناس ان ذلك عن امر رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فيتم ما دبروا من الحيلة ، وان بلالا لما اتى يؤذن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بالصلاة قالت : لبلال ان رسول الله قد ثقل ورأسه في حجر علي (عليهالسلام) فمر أبا بكر ليصلي بالناس فلما رأت حفصته ذلك قالت : مر عمر ليصلي بالناس ، فسمع النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ذلك منهما فقال : (انكن كصويحبات يوسف) فاغمى عليه فخرج بلال وهو يظن ان قول عائشة عن رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فقال : للناس صلوا خلف ابي بكر فتمت الشبهة ، فلما افاق النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وسمع تكبير ابي بكر خرج متحاملا يتهادى بين
__________________
(١) أيضا.