بزعمكم فزال اعتراضكم واندفع ايرادكم.
الثاني : قوله تعالى : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (١) وتوضيح ذلك ان الردّ الى اولي الأمر عند الاختلاف اما لجهل المختلفين الحكم أو لا فان كان الاول ثبت أنّ النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لم يبيّن لجميع الامّة كل الاحكام بالتفصيل بل بينها جميعها كذلك الى اولياء الأمر بعده فيثبت المطلوب وان كان الثّاني كان التكليف بالردّ الى اولي الامر تحصيلا للحاصل وهو ممتنع ، فالتكليف به قبيح لا يكلّف الله به على انه لا فائدة في الردّ الى ولاة الامر مع العلم بالحكم من بيان النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فالأمر به عبث ، هذا كلّه مع ظهور الآية من قوله تعالى : (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) في الاوّل وهو كون الفائدة في الردّ الى أولي الأمر حصول علم للمستنبطين كانوا قبل الردّ الى اولي الأمر يجهلونه لكون هذا الجملة جواب الشّرط في قوله (وَلَوْ رَدُّوهُ) وحصول الجواب متوقف على حصول الشّرط ومفقود قبله فعلم المختلفين بالحكم قبل الردّ الى اولي الأمر مفقود واذا فقد العلم ثبت ضده وهو الجهل فاتضح من هذا أنّ المختلفين قبل ردهم ما اختلفوا فيه الى اولي الأمر واستعلامهم الحال منهم غير عالمين بحكم الله الواقعي في تلك الواقعة وما ذاك الّا لعدم البيان التفصيلي لهم من النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وهو المراد.
الثالث : ما ثبت عند الخصوم من ان عند بعض الصّحابة من القرآن ما ليس عند البعض الآخر وانه قتل من الصّحابة في حرب مسيلمة (٢) قوم
__________________
(١) النساء : ٨٣.
(٢) مسيلمة الكذاب ابن ثمامة الحنفي متنبئ بني حنيفة ضرب بكذبه المثل «اكذب من مسيلمة) ولد ونشأ باليمامة وكان من المعمرين وفد على رسول الله (صلى الله عليه