[أهل (١)] الآخرة في الثواب والعقاب ، وان منع [من (٢)] ذلك سمع أو إجماع ، عول عليه في المنع منه ، والا فقد كان مجوزا.
وليس لأحد أن يقول : كيف [يكون (٣)] أهل الآخرة مكلفين وليس لهم دواع مترددة ، والشبهة لا تدخل (٤) عليهم ، والتكليف انما يحسن تعريضا للثواب و [الثواب (٥)] لا يستحق مع توفر الدواعي وامتناع دخول الشبهة.
فالجواب عن هذه الشبهة : انه غير ممتنع دخول الشبهة على أهل الآخرة ، فيصح أن يكلفوا ، لأنهم في معاينتهم تلك الأحوال والآيات يجرون (٦) مجرى من شاهد المعجزات العظيمة للأنبياء عليهمالسلام في أنه مكلف ، ويجوز دخول الشبهة عليه.
وأما الذي يدل على أن أهل الآخرة لا بد أن يكونوا عارفين بالله تعالى وأحواله ، فهو أن المثاب متى لم يعرفه تعالى ، لم يصح منه معرفة كون الثواب ثوابا وواصلا (٧) اليه ، على الوجه الذي يستحقه (٨) ، وانه دائم غير منقطع ، وإذا كانت هذه المعارف واجبة فما لا يتم هذه المعرفة إلا به من معرفة الله تعالى وإكمال العقل وغيرهما (٩) لا بد من حصوله.
__________________
(١) الزيادة من أ.
(٢) الزيادة من ب.
(٣) الزيادة من ب.
(٤) في ب : والشبهة لا يدخل.
(٥) الزيادة من ب.
(٦) في أوخ : تجري.
(٧) في ا : ثوابا واصلا.
(٨) في ب : استحقه.
(٩) في أوب : وغيره.