وقال يوسف عليهالسلام (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)(١).
وقال الله تعالى لنبينا صلىاللهعليهوآله (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي)(٢).
وقال فتى موسى عليهالسلام (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ)(٣) ولم يقل وما إنسانية الا الرحمن. فما قالوه موافق لقول الله سبحانه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)(٤) فقال رجس من عمل الشيطان ، ولم يقل رجس من عمل الرحمن ، وقال (إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ) فعلمنا أن ما أراد الشيطان غير ما أراد الرحمن ، وأخبر أن الشيطان يصد عن ذكر الله ولم يقل الرحمن يصد عن ذكر الله.
وقال (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ)(٥) ولم يقل من الرحمن.
وقال (لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ)(٦) يعني بوسوسته وخديعته.
وقال عزوجل (لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ. وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا
__________________
(١) سورة يوسف : ١٠٠.
(٢) سورة سبإ : ٥٠.
(٣) سورة الكهف : ٦٣.
(٤) سورة المائدة : ٦٠ ـ ٦١.
(٥) سورة المجادلة : ١٠.
(٦) سورة الأعراف : ٢٧.