والبيان.
وقال (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ)(١) يعني دللناه على الطريق.
وقال تعالى (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ)(٢) فخبروا في الآخرة أن الهدى أتى من الله للكفار فلم يهتدوا ، وانما هدى الله هدى الدليل.
وقال تعالى لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(٣) يعني تدل وتبين ، وما أشبه ما ذكرناه أكثر من أن نأتي عليه.
وأما ما يدل على ذلك من اللغة : فإن كل من دل على شيء فقد هدي إليه ، فلما كان الله تعالى قد دل الكفار على الايمان ثبت أنه قد هداهم الى الايمان.
فأما هدى الثواب الذي لا يفعله الله بالكافرين فمنه قوله تعالى (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ. سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ)(٤) وانما يهديهم بعد القتل بأن ينجيهم ويثيبهم.
وقال (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ)(٥) انما يهديهم بايمانهم بأن ينجيهم ويثيبهم.
وقال (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ)(٦) وقال (يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ)(٧) يعني من تاب.
__________________
(١) سورة الإنسان : ٣.
(٢) سورة سبإ : ٣٢.
(٣) سورة الشورى : ٥٢.
(٤) سورة محمد : ٤ ٥.
(٥) سورة يونس : ٩.
(٦) سورة المائدة : ١٦.
(٧) سورة الرعد : ٢٧.