فقال [له (١)] الحسن : كذبت على ربك وبانت منك امرأتك.
وروي ان الحسن البصري مر على فضيل بن برجان وهو مصلوب فقال : ما حملك على السرقة؟ قال : قضاء الله وقدره. قال : كذبت يا لكع أيقضي عليك ان تسرق ثم يقضي عليك أن تصلب؟
وروي أن ابن سيرين (٢) سمع رجلا وهو يسأل عن رجل آخر فقال : ما فعل فلان؟ فقال : هو كما يعلم الله ، ولو كان كما شاء الله ولكن قل [هو (٣)] كما يعلم الله ، ولو كان كما شاء الله كان رجلا صالحا.
وما أشبه هذا أكثر من أن يحصى ، ولو لم يكن ورد عن الرسول صلىاللهعليهوآله من الآثار ما نعلم به بطلان مذهب القدرية والجبرية (٤) إلا الخبر المشهور الذي تلقته الأمة بالقبول ، وهو ما رواه شداد بن أوس (٥) قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من قال حين يصبح أو حين يمسي : «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأقر لك بالنعمة وأقر على نفسي بالذنب ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».
__________________
(١) الزيادة من أ.
(٢) أبو بكر محمد بن سيرين البصري ، كان له يد طولى في تأويل الرؤيا ، وكان أبوه عبدا لأنس بن مالك ، وكان بينه وبين الحسن البصري من المنافرة ما هو مشهور ، توفي سنة ١١٠ ه (الكنى والألقاب : ١ / ٣٠٨).
(٣) الزيادة من أ.
(٤) في أ : والمجبرة.
(٥) أبو يعلى شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري الخزرجي ابن أخي حسان بن ثابت الشاعر المشهور ، روى عنه أهل الشام وكان كثير العبادة والورع ، توفي سنة ٤١ وقيل سنة ٥٨ وقيل سنة ٦٤ (أسد الغابة : ٢ / ٣٨٧).